صعوبات المشي لدى مريض التصلب
التصلب المتعدد هو مرض مناعي متعدد الأعراض، يحدث بسبب هجوم الجهاز المناعي على الجهاز العصبي متسبباً في تلف الخلايا العصبية و ظهور تلك الأعراض المتنوعة، و من أهمها ازدواجية الرؤية، تنميل الأطراف، مشاكل التحكم في الإخراج، مشاكل الاتزان و صعوبات المشي و القدرة الحركية.
التصلب المتعدد هو مرض مزمن بالإمكان العيش و التعايش معه لسنوات طويلة، بل و حتى التمتع بجودة حياة عالية، لذا هنالك أهمية قصوى لعلاج أعراضه، و من ضمنها صعوبات و اضطرابات المشي.
صعوبات المشي لمرضى التصلب المتعدد:
صعوبات و اضطرابات المشي هي إحدى الأعراض المعروفة التي تظهر عند الإصابة بمرض التصلب المتعدد. تعتبر اضطرابات المشي مشكلة تقلق المصابين بالتصلب المتعدد و تمثل لهم عائقاً إضافياً سواء في العمل، التنقل، الحركة أو الاستقلالية. لذا قد يمثل المشي تحديًا للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.
أسباب صعوبات المشي لمرضى التصلب المتعدد:
عندما يشكو مريض التصلب المتعدد من صعوبات و اضطرابات المشي، يقوم أ.د/ عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب بتحديد السبب الرئيسي لتلك الشكوى، فقد تكون نتيجة:
1- ضعف عضلات الساق:
يتدخل ضعف العضلات بشكل واضح في حركة المشي، حيث إن تلف الخلايا العصبية في مرض التصلب المتعدد يمكن أن يؤثر على مجموعة عضلية معينة، و لا يسمح لها بأن تستجيب بشكل طبيعي لإشارات الجهاز العصبي الذي يقود عملية المشي. ينتج عن هذا الضعف شعور المريض بالتعب السريع للساقين أو شعوره بالاهتزاز.
تدلي أو سقوط القدم هو نوع معين من ضعف عضلات الساق، و هي مشكلة صحية شائعة لدى مرضى التصلب المتعدد، حيث تؤدى إلى صعوبة رفع الجزء الأمامي من القدم، و يجد الشخص صعوبة في رفع القدم أو كلا القدمين بشكل كامل أثناء المشي، مما يجعل من الصعب عليه التعامل مع الحواجز، السلالم أو الأسطح غير المستوية، و ذلك يسبب له تحديات أثناء المشي، و قد تتفاقم المشكلة بسبب الأعراض الأخرى لمرض التصلب المتعدد.
2- الإحساس بالتنميل الشديد في القدمين:
التنميل هو شعور يماثل تمامًا وخز الإبر في القدم، حيث قد يواجه مريض التصلب المتعدد صعوبة في الشعور بالأرض أو معرفة مكان أقدامه بالنسبة للأرض، و هذا ما قد يجعله عرضة للسقوط.
3- إرهاق عضلات الساق:
إن إرهاق عضلات الساق يكون نتيجة الشعور العام بالإرهاق المصاحب لمرض التصلب العصبي المتعدد، و غالباً يتزايد الإرهاق مع الوقت و مع تزايد مسافة المشي.
4- شد أو تشنجات عضلات الساق:
مع التحرك الطبيعي يقوم الجهاز العصبي بإرسال مجموعة من الإشارات للعضلات للانقباض و الانبساط بالتوالي. أما في حالة الإصابة بالتصلب المتعدد قد تتداخل هذه الأحداث المنسقة، مما يجعل عضلات معينة تنقبض في غير أوانها، و تتسبب في حدوث التشنج.
لذا يعد التشنج توتر عضلي غير طبيعي، و يتداخل التشنج مع حركة الشخص مما يؤدي إلى زيادة مشاكل المشي حتى دون حدوث تدلي القدم.
5- اختلال التوازن:
يحدث عدم توازن القدمين على الأرض أثناء السير، و ربما يؤدي إلى سقوط المريض فجأة أثناء السير حتى إن لم يصطدم بشيء.
6- مشكلة إدراكية:
تؤثر على قدرات المريض الحركية مثل التشتت أثناء السير.
خطوات تفادي صعوبة المشي:
يحدد أ.د/ عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب المسبب لاضطرابات المشي لدى المصابين بالتصلب المتعدد، لبدء اختيار العلاج المناسب، حيث يوجد عدة نقاط تتيح تحسناً جدياً في قدرات السير و التنقل، و منها:
1- الانتظام على تناول العلاج الدوائي.
2- العلاج الطبيعي: يعد العلاج الطبيعي هام جداً مع التركيز على المشي.
3- تناول الأدوية التي تحسن المشي:
في عام 2010 تمت الموافقة على عقار dalfampridine، المعروف باسم Fampra من قِبل منظمة الغذاء الأمريكية و إدارة الأدوية (FDA) لتحسين المشي لدى المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد.
يتم تناول هذا العقار عن طريق الفم، و هو يعمل على المدى الطويل، نحو 12 ساعة من لحظة تناوله؛ لذا يحتاج جسم المريض إلى تناوله مرتين في اليوم على مدار شهر واحد، ثم يتم تقييم الحالة و اكتشاف ما إذا حدث تحسن في السير و الحركة و وجود استجابة من الجسم، لاتخاذ قرار استكمال تناوله كجزء من العلاج الدوائي أو التوقف عنه إذ لم يعطي أي نتيجة.
يقوم هذا العقار بسد قنوات البوتاسيوم عن سطح الألياف العصبية؛ مما يحسن توصيل الإشارات العصبية في الألياف العصبية المتضطرة بسبب مرض التصلب العصبي المتعدد.
4- تناول الأدوية الباسطة للعضلات لتسهيل المشي:
إذا وجد أن سبب صعوبة المشي نتيجة تشنج العضلات، فإن استخدام الأدوية الباسطة للعضلات بجرعات معينة مثل الباكلوفين يعطي نتائج جيدة في تسهيل الحركة و المشي.
5- تناول الأدوية المحسنة للإرهاق:
إذا كان الإرهاق سبباً في صعوبة المشي يمكن وصف الأدوية التي تحسن الإرهاق و الإجهاد مثل الأمانتادين، مودافينيل Modafinil ، أرمودافينيل Armodafinil أو الأمفيتامين Amphetamine .
6- تمارين التوازن:
إذا وجد أن مشكلة التوازن هي التي تسبب صعوبات المشي، بالإمكان البدء بالعلاج الحركي و تمارين التوازن. لمزيد من التفاصيل أضغط هنا.
7- التركيز أثناء المشي:
إذا كانت صعوبات المشي ترجع إلى وجود مشكلة إدراكية، يُنصح المريض بالتركيز أثناء المشي و خصوصاً في المناطق المكتظة، و أن لا يشتت انتباهه بالنظر إلى أشياء مختلفة.
8- المواظبة على النشاط الجسدي و الرياضي:
ذلك يرجع لأهمية الحركة المستمرة حتى إذا كانت داخل المنزل؛ لأن الرياضة هي عامل الوقاية من الإصابة بإعاقات مختلفة، كما أنها ترفع مستوى الطاقة و تحسن الحالة المزاجية.
مقدار النشاط الحركي المسموح لمرضى التصلب المتعدد:
من التساؤلات التي تراود الكثيرين من مرضى التصلب المتعدد هي مدى النشاط الحركي المسموح، إمكانية المشي و الاعتماد على المصعد الكهربائي لصعود و هبوط السلم.
إن الإجابة تختلف طبقاً لحالة المريض:
إذا كان يعاني من الإرهاق المفرط يجب عليه توفير طاقته خلال اليوم و استخدام كل الإمكانيات المتوافرة لديه مثل الصعود أو النزول باستخدام المصعد و التحرك بوسيلة مواصلات مريحة إن أمكن بدلاً من المشي لمسافات، مع اختيار أقل المواصلات مجهوداً و بعيداً عن أشعة الشمس، و من وسائل المواصلات المناسبة هي مترو الأنفاق نظراً لوجود تكييف؛ و ذلك لضمان تجنب الإحساس بالحرارة التي من دورها أن تزيد من شكوى الإرهاق لدى المريض.
أما إذا كان المريض لا يشكو من الإرهاق إذن لا خوف من الحركة مع إتباع إرشادات أخصائي العلاج الطبيعي المشرف على الحالة. يفضل المشي في طريق العودة إلى المنزل، هذا لضمان قرب وصول المريض إلى مكان راحته.
إذا كنت تجد صعوبة في الوصول لعيادة الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري و أستاذ المخ و الأعصاب الباطني، يمكنك الاستفادة من خدمة الزيارات المنزلية، و لمعرفة المزيد عن الخدمة أضغط هنا .
إذا كنت في احتياج لاستشارة الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني و لكنك متواجد خارج مصر، يمكنك التواصل معه عن طريق خدم الكشف عبر الفيديو كول، لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا.
